بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 سبتمبر 2010

الدراويش أحباب الله »صرفوا« الشياطين من الإسماعيلية بالأربعة.. تصريحات البدرى الباردة وأزمة شارة الكابتن وملايين عفروتو وشهاب وشكرى وإنذارات الكبار وراء هزيمة الأهلى أمام الإسماعيلى

لا نعرف بالضبط أسباب هزيمة الأهلى التاريخية أمام الإسماعيلى فى الجولة الأخيرة من دور الثمانية لدورى الأبطال الأفريقى.. هل هو المال السايب الذى حول اللاعبين إلى مجموعة طامعين لا يفكرون إلا فى حصاد الملايين؟ فكانت الملايين هى الفتنة الكبرى فى القلعة الحمراء التى كانت دوما تتغنى جماهيرها بمفهوم الانتماء الحقيقى.. وكان مفهوم شرف ارتداء الثوب الأحمر أغلى شىء فى فريق الكرة حتى كانت المقولة الشهيرة فى الوسط الكروى بأن الأهلى هو البيت السعيد لأى لاعب ينتمى إليه.. ولكن طغيان الملايين كان أكثر فتكا وتمزيقا لذلك الثوب الأحمر، وهذا الانتماء أيضًا..

عموما جاءت مباراة الأهلى والإسماعيلى بتصريحات محبطة ولا تدعو إلى الإصرار وضرورة الفوز وأحقية القلعة الحمراء أن تدافع عن تاريخها، بل أكد حسام البدرى المدير الفنى بأنها مباراة تحصيل حاصل ولا جدوى فى الفوز بها ولن تقدم ولا تؤخر فى ترتيب الجدول ، بعدما تأكد الأهلى بأنه فى المركز الثانى وسيلاقى الترجى التونسى وابتعد عن مازيمبى الرهيب الذى سيلاقى شبيبة القبائل..

ويبدو أن تلك التصريحات قد جاءت بردا وسلاما على لاعبى الأهلى، وظنوا أنهم فى رحلة ترفيهية لزيارة شواطئ الإسماعيلية، ولذا فلم يجد حارس المرمى أحمد عادل عبد المنعم غضاضة أن يحضر فرح أخته، بل ويبذل قصارى جهده فى الترتيبات والدعوات ولزوم الاستقبال، وأيضا لا أحد يعاقبه عندما يشارك بفواصل من الرقص مجاملة لأخته..

وأزعم أنه واجب مقدس لابد منه وأزعم أن الوضع كان سيتغير سيناريوهاته إذا شعر اللاعبون بأهمية الفوز، ليس لحصد نقاط أو تغيير ترتيب الجدول ولكن لأنها مباراة تخضع لأحكام التاريخ وتظل محفوظة فى ذاكرة الجماهير بعيدا عن الدورى الأفريقى أو المحلى..

وجاءت الأزمة الأخرى عندما رفض المدافع أحمد السيد أن يشارك وأن يرتدى زميله محمد شوقى شارة الكابتن، ولم يجد المدير الفنى حلا لتلك الأزمة التى اشتعلت قبل المباراة إلا أن يعطى تعليماته بجلوس أحمد السيد على دكة البدلاء ويشارك شريف عبدالفضيل الذى كان موقعه فى كشوف الاحتياطيين.. ويبدو أن شارة الكابتن سوف تشعل النيران فى الفترة القادمة لعدم قناعة الجميع وخلافاتهم حول من له الحق الأصلى فى حمل الشارة الأهلاوية ، وعموما فقد باتت تلك الشارة أحد مفجرات الأزمة بين صفوف اللاعبين على رأسهم أحمد السيد وحسام غالى ومحمد شوقى ووائل جمعة.

ثم كان الاجتماع الذى عقده هادى خشبة مدير الكرة قبل المباراة بـ24 ساعة مع الثالوث أحمد شكرى وعفروتو وشهاب الدين لكى يتم تجديد عقودهم خمس سنوات نظير 500 ألف جنيه فى الموسم الواحد، إلا أن اللاعبين طالبوا بمليون جنيه فى الموسم، وانتهى الاجتماع دون الوصول إلى اتفاق ، بل جاء سمسار ألمانى لكى يشاهد شهاب الدين أحمد فى لقاء الإسماعيلى لمحاولة ضمه لأحد الأندية الألمانية، وهذا ما أربك أداء اللاعب وربما ستزداد أزمة الثالوث اشتعالا بسبب التجديد والاختلاف على القيمة، ويبدو أن الملايين لم تعد صعبة وباتت كلمة سهلة ورخيصة ينطقها الجميع.

وتأتى حالة الخوف من الإنذارات، والتى بسببها لم يشرك المدير الفنى النجوم الكبار أمثال أبو تريكة ووائل جمعة وسيد معوض وحسام عاشور، وبالطبع كان أثر هذه الغيابات واضحا على عدم التجانس والتفاهم وابتعاد الخطوط الثلاث، ووقع الأهلى فى أخطاء ساذجة جعلت الدراويش يتلاعبون به طوال المباراة، وأعتقد أن النتيجة العادلة كانت ستتخطى حاجز الأهداف الستة لولا العناية الإلهية التى حافظت على مشاعر جماهير الأهلى المكبوتة والتى أصبحت لا حيلة لها إلا الهتاف بـ.. الحقهم يا جوزيه!!

ورغم هزيمة الأهلى بأربعة أهداف للدراويش مقابل هدفين للأهلى، إلا أن الخسارة الكبرى هى إصابة محمد ناجى جدو بجزع فى الرباط الداخلى ربما يحتاج علاجه أكثر من ثلاثة أسابيع وربما لا يحلق بالمباراة الهامة أمام الترجى التونسى فى الدور قبل النهائى الأفريقى.. وتبقى ملاحظة مهمة هى حالة التفوق والانسجام والخطة العاقلة التى أدار بها النجم محمد حمص كابتن الدراويش اللقاء، وظهرت حالة التماسك لزملائه لاعبى وسط الملعب سواء عبد الله الشحات أو عبد الله السعيد أو لاعب الوسط المدافع القوى أحمد خيرى ، وظهرت أيضا براعة أحمد على فى تسجيله هدفين وجاءت تحركات جودوين التى أربكت دفاع الأهلى.. عموما انتصر الدراويش الذين يستحقون الانتصار و»صرفوا« الشياطين فى الإسماعيلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق